العراق جرح النخيل

من طرف حفيد سيد قطب الإثنين أبريل 14, 2008 3:35 pm

تبدو المأساة العراقية ابعد من شحطات الخيال الاسود فقد قتل فى العراق اكثر من مليون ونصف بعد الغزو والاحتلال الامريكى ،وتشرد ما قد يصل الى خمسة ملايين فى اربع جهات الارض وتمزق العراق فعليا الى دويلات للعبيد ودمى الطوائف وجرت ربما اكثر مذبحة للنخيل فى تاريخ الدنيا كلها فقد نزل عدد الاشجار النخيل فى العراق من 55مليونا ًفقط الى 11مليونا ًفقط فى سنوات الاحتلال اى انه قد خلع العراقيين من أرضهم تماما كما خلع غرز النخيل انها عملية ابادة لكرامة بلد وناسه وغطائه التمرى السابغ انه التشريد والتعرية لبلد كانت له خضرة الجنة وكان واحداًمن اغنى شعوب الامة بثروات البترول والماء انه تحرير العراق من اسمه ورسمه ،تحرير العراق من العراقيين على الطريقة الامريكية انها موجة الارهاب الامريكى الاسود التى تقتلع الاخضر وتحرق اليابس ،وكل هذا يجرى بينما العرب صامتون ،وهو ما دفع لا طلاق حماة يد العرب بيد العراقيين التى بادر اليها فنان العود العراقى الاشهر نصير شمة ،ولا نريد ان نثبط الهمم ولان نعتصم بالياس ،ولاان نستهين بنبل الضمائر ،ولا بالم نصير النازف في برنامج لقتاةالجزيرة تم بثه قبل أيام، وهو يروى قصص الأم العراقية التى تبيع شرفها بأنتظام كى يعيش أطفالها ،قصص بيع الأجسلد مقابل فرصة بقاء على قيد الحياة، القصص مفزعة ومبكية ولكنها بدت بلا صدى وكأنها الصرخة التائهة فى الربع الخالى ، فالأمة التى ينتهك عرضها لا تفزع لشرف أمرأة ، الأمه التى تباع كرامتها وثرواتها فى سوق النخاسة لا تفزع بيع الأجساد ،و الحكام الذين تضخمت ثرواتهم بالمليارات على جثة العراق وتضاعفت اربع مرات ببركة أفناء العراق هولاء أخرمن تعنيهم صيحات الضمائر ونداءات الكرامة فقد ولدوا فى المهانة ويموتون بها وربما يخرخ لك أحدهم فكة الملايين اوفتات خبز أو كسرت عطف كاذبة على سبيل الخداع ، فقد لايصح أن تسأل القاتل عطفا على القتيل ،فهولاء هم الذين قتلوا العراق ،وليست أمريكا وحدها ولم يكن بوسع أمريكا أن تحتل بغداد عسكريا ،بغير ان تكون قد أحتلت عواصم العرب بالسياسة فى الطريق الى ذبح العراق بالسلاح وهولاء أرتضوا أن يذهبوا بتريليونات الدولارات الى خزائن أمريكا والغرب ،وفى مقابل أن يرضى رجل فى هيئة حذاء يحكم البيت الأبيض ،هولاء لايعنيهم أن تبيع العراقية عرضها ،فهم قتله ونخاسون ومنتهكوا أعراض، وهم يعبدون أمريكا بدلا من عبادة الرحمن ،وهم يعرفون ان أمريكا ذهبت الى العراق للاستيلاء على أحتياطى بترولة المقدر بثلاثين تريليون دولار ،وفضلوا أختصار الطريق ،ودفع جزية لأمريكا عن أحتياطى البترول ، ومقابل أن تحمى عروشها وان تنتفخ بكروشهم ،وأمثال هولاء لايفزعون لدم العراق ولا لجرح النخيل ولا يفزعون لهتك عرض أمرأة.