انسان مسلم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لبنان: من كَـسَّـر التّـوازنات الإقليمية؟

اذهب الى الأسفل

لبنان: من كَـسَّـر التّـوازنات الإقليمية؟ Empty لبنان: من كَـسَّـر التّـوازنات الإقليمية؟

مُساهمة من طرف عمر1 الخميس مايو 15, 2008 6:51 pm


لا أحد في لبنان أو بالأحرى الأطراف المتصارعة فيه، ينفي الحقيقة بأنه مُـنحاز إلى أحد المِـحورين في الشرق الأوسط. فحزب الله وحلفاؤه في تيار 8 آذار/ مارس الذي يضم
لبنان: من كَـسَّـر التّـوازنات الإقليمية؟ Keyimg20080515_9091829_2حزب العماد ميشال عون وحركة "أمل " و "مردة " سليمان فرنجية والأحزاب السياسية غير الطائفية (القومي السوري، الشيوعي)، تجهر بإنتمائها إلى للمحور السوري- الأيراني المناهض لأميركا.




وتيار المستقبل وأنصاره في تيار 14 آذار/ مارس، الذي يضم مسيحيي سمير جعجع والكتائب والمستقلين، ودروز وليد جنبلاط، ومعظم قواعد "السَنة السياسية"، يفاخرون بالإنحياز إلى محور الرياض - القاهرة - عمان المدعوم أميركياً.


فحزب الله وحلفاءه في تيار 8 مارس، الذي يضم حزب العماد ميشال عون وحركة "أمل" و"مردة" سليمان فرنجية والأحزاب السياسية غير الطائفية (القومي السوري، الشيوعي)، تجهر بانتمائها إلى المحور السوري - الإيراني المناهض لأمريكا.


وتيار المستقبل وأنصاره في تيار 14 مارس، الذي يضُـم مسيحيي سمير جعجع والكتائب والمستقلين، ودروز وليد جنبلاط، ومعظم قواعد "السُـنة السياسية"، يفاخرون بالانحياز إلى محور الرياض – القاهرة – عمان، المدعوم أمريكيا.


هذه حقيقة علَـنية ومعروفة، وهي تُـترجِـم نفسها في تبنّـي كِـلا الطرفين لمشروع الشرق الأوسط الإسلامي الإيراني – السوري (إذا جاز التعبير)، بالنسبة للطرف الأول، ولمشروع الشرق الأوسط الكبير الأمريكي أو المتوسطي الفرنسي، بالنسبة للطرف الثاني.


لكن ما هو مجهُـول الآن، هو مَـن بادر إلى الهجوم مؤخّـراً في لبنان، فكسَّـر التوازن الإقليمي الذي كان قائماً بين الطرفين منذ أن نشر 8 مارس خِـيمَـه في وسط بيروت قبل 18 شهرا، محاصراً السرايا الحكومي؟


هذا السؤال مُـهمّ، ليس فقط لاعتبارات أخلاقية، لأنه قرار يتضمّـن إهراق الكثير من الدماء، بل أيضاً لأن الإجابة عليه تُـلقي أضواء على طبيعة التطورات اللاحقة في لبنان. فماذا في جعبة كل من الطرفين حيال هذا السؤال؟


14 آذار / مارس




قوى 14 آذار الموالية ترى إلى كل ما يجري، بصفته مخططاً أعِـدّ له سلفاً في مطابخ حزب الله، اتخذ من قراري حكومة فؤاد السنيورة حول المطار وشبكة الاتصالات التابعة للحزب، ذريعة لتنفيذ انقلاب هدفه، قذف بلاد الأرز نهائياً إلى حضن المحور السوري – الإيراني، هذا السيناريو، برأي قِـوى الموالاة، أملته رغبة محور دمشق - طهران في الإفادة من دخول الولايات المتحدة في مرحلة شلل القرار، التي تُـرافق عادة السنة الأخيرة من ولاية كل رئيس، لتعديل موازين القوى في المنطقة لصالحه.


الأمر بدأ في غزّة مع استيلاء حماس على السلطة، وقبلها في العراق، والآن، جاء دور لبنان، كما أملاه أيضاً شعور "حزب الله" بأن معركة الاعتصام في وسط بيروت منذ 18 عاماً، وصلت إلى طريق مسدود، مما دفعه إلى قرار "استخدام السِّـلاح لحماية السلاح".


.. و8 آذار / مارس




الصورة لدى قِـوى 8 آذار المعارضة، تبدو معاكسة تماماً. الموالاة هي المُـتآمرة وهي التي أشعلت فتيل المواجهات الراهنة، تنفيذاً لتعليمات محدّدة من واشنطن والرياض، ولكي لا تبقى الاتهامات مجرّد اتِّـهامات، تستنجِـد 8 آذار بتقرير صدر مؤخّـراً عن "مؤسسة واشنطن لسياسة الشرق الأدنى"، وهو مركز أبحاث أمريكي يُـسيطر عليه المحافظون الجُـدد الأمريكيون وحلفاؤهم الليكوديون الإسرائيليون.


التقرير يُـشير إلى أن قِـوى الموالاة، تعتبِـر أن الوقت لم يعُـد يعمَـل لصالحها، ولذا، لم يكن صُـدفة أن تُـصدِر حكومة السنيورة قراريها قبل يوم واحد من الاجتماع المقرر لمجلس الأمن الدولي لبحث أزمة لبنان، ثم تُـرسل سريعاً القرارين إلى هذا الأخير لتوفّـر له مادة تُـثبت أن حزب الله يخرق بشكل خطير القرارين 1559 و1701، ممّـا يشكِّـل تهديداً للأمن الدولي.


ويكشف التقرير أيضاً أن خُـطوة حكومة السنيورة كانت مدفوعة، جزئياً، بالسياسات المحلية الأمريكية، إذ بما أنها تعتبِـر أن الصِّـراع مع "حزب الله" حتمياً، فهو قدّر أن إدارة بوش مرشَّـحة لدعمِـها في هذا الصِّـراع، أكثر من أية إدارة أمريكية مقبلة.


هذه النقطة الأخيرة تدعمُـها المعلومات أو الروايات العديدة المُـنطلقة من واشنطن وتل أبيب والرياض، والتي تؤكِّـد جميعُـها أن الرئيس بوش لا ينوي مغادرة البيت الأبيض قبل أن يشُـن حُـروباً جديدة تُـحقق له هدفين اثنين: الأول، إنقاذ نفسه من التّـهمة بأنه كان أفشلَ رئيسٍ في التاريخ الأمريكي. والثاني، أن أية حرب جديدة في الشرق الأوسط، ستدفَـع مسألة الأمن القومي الأمريكي إلى رأس أولويات الحملة الانتخابية الأمريكية، وهذا ما سيضمَـن فوز المرشح الجمهوري جون ماكين، بصفته الأكثر خبرة والأقدر على حماية هذا الأمن.


ولم يكن مُـستغرباً في هذا السياق، أن تتركّـز حملة ماكين حول فيلم دِعائي تلفزيوني يُـصوّره وهو يردّ فوراً على مكالمة هاتفية في الثالثة صباحا، تتعلّـق بالأمن القومي الأمريكي، كما لم يعُـد مُـستغرباً أن تحتلّ مسألة إيران وليس "الاقتصاد أيها الغبي"، مكان الصّـدارة في حملات مرشّـحي الرئاسة الأمريكية.


التوترات بدلا عن التوازنات..




من الأصح؟ أي وجهتي النظر على حق؟ كلاهما! لماذا، برغم أنهما متناقضين تماماً؟ لسبب يبدو مقنِـعاً: التَّـوازنات الإقليمية الدّقيقة، التي ضمنت بقاء الصِّـراع بين المُـوالاة والمعارضة سِـلمياً طيلة السنة ونصف السنة المُـنصرمة، حلّت مكانها سريعاً التّـوترات الخطيرة، خاصة بين السعودية وإيران، وبين إسرائيل وإيران.


فقد بدأت المملكة السعودية تشعُـر، وللمرة الأولى منذ الوحدة السورية - المصرية عام 1958، بخطر وُجودي على أمن نِـظامها بفعل تضافُـر جُـملة عوامل دُفعة واحدة: قرب انسحاب القوات الأمريكية من العراق، وما قد يعنيه ذلك من تواجُـد إيراني مباشِـر في جنوب العراق على مرمى حجر من المنطقة الشرقية السعودية الغنية بالنفط، وانقلاب حماس المدعوم سورياً وإيرانياً، في غزة، وتضعضع النفوذ السعودي في لبنان بفعل الشَّـلل الذي أصاب مؤسسات الدولة التي سَـيطر عليها منذ عام 2005 حُـلفاء الرياض اللبنانيين وأخيراً، عجْـز الرياض عن إدخال تغييرات على مواقِـف سوريا الإقليمية، برغم الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية القوية، الأمر الذي أضعف كثيراً مشروع وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس حول إيجاد "اصطفاف إستراتيجي جديد" في الشرق الأوسط.


إيران، من جهتها، كانت تشعُـر بقلَـق وُجودي مُـماثل، بسبب خوفها من ضربة "وداعية بوشية" مفاجِـئة أو من غارات إسرائيلية غير مفاجِـئة خلال هذا الصيف، وهي راقبت بدقّـة المناورات الضّـخمة التي أجراها سِـلاح الجو الإسرائيلي فوق مياه البحر الأبيض المتوسط، للإغارة على مواقع توجَـد على المسافة نفسها التي توجد فيها المفاعلات النووية الإيرانية، كما وصلتها شائعات أيضاً عن وصول أسراب من الطائرات الإسرائيلية إلى قواعد جوية في العراق على مقرُبة من الحُـدود الإيرانية.


كل هذا دفع الإيرانيين، على الأرجح، إلى اتخاذ مواقف أكثر تصلّـباً وإلى تصعيد الموقِـف في المشرق العربي، لتوسيع جبهات المجابهة مع كل من واشنطن وتل أبيب، وهذه الخطوة أصابت، ولو عن طريق غير مقصُـود، تفاهُـمات التهدئة السعودية - الإيرانية السابقة، وهكذا، خرج وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل يوم الثلاثاء 13 مايو عن التحفّـظ السياسي السعودي الشهير ووجّـه تهديدات مباشرة لطهران، متّـهماً إياها بالوقوف وراء "انقلاب" حزب الله في لبنان.


وبرغم أن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد رفض الرد عليه منتقداً "استسلامه للغضب" ومميزاً بين موقف الفيصل وموقف الملك السعودي عبد الله، إلا أنه من الواضح أن أحداث لبنان كانت مجرّد قشّـة أخيرة قصَـمت ظهر تفاهمات كانت بدأت تتآكل قبل أحداث لبنان.


هذا لا يعني أن كل الحِـبال ستنقطع بين الرياض وطهران. فالطرفان اشتهرا بقُـدرتهما على تقبيل بعضهما البعض بحرارة، في الوقت نفسه الذي يمكنهما فيه أن يخفِـيان ببراعة مَـقتَـهما الحارّ لبعضها البعض، لكن التفاهمات باتت الآن أصعب بفعل الخوف الوجودي الذي يشعره كل منهما الآن على نظامه.


.. وطهران وتل أبيب




هذا فيما يتّـصل بالعلاقات السعودية – الإيرانية، أما بالنسبة للتوترات الإيرانية - الإسرائيلية، فالصورة تبدو واضحة ونقِـية لا غموض أو التباسات فيها، كما الأمر في العلاقات السعودية - الإيرانية.


فتل أبيب، بقِـياداتها السياسية ومراكِـز أبحاثها وأجهزة إعلامها، صنّـفت إيران بالعدُو رقم واحد للدّولة العبرية في الشرق الأوسط، ليس فقط لأنها تريد "محوها من الخريطة"، كما كرّر الرئيس نجاد الأسبوع الماضي، حين دعا الغرب إلى "القبول بحقيقة قرب انهيار إسرائيل" بعد أن تحوّلت إلى "جُـثة نتِـنة"، على حد تعبيره، بل أيضاً لأن برامج التسلح الإيرانية، النووية كما الصاروخية، تُـهدد بنسف الرّكيزة الرئيسية التي يستند إليها الأمن "القومي" الإسرائيلي: التفوّق النوعي على كل دول الشرق الأوسط مجتمعة، ولذلك فهي تعتبر معركَـتها مع إيران مسألة حياة أو مَـوت، من الصّـعب التعايش معها كما تعايشت أمريكا مع الإتحاد السوفييتي في إطار توازن الرّعب والرّدع المتبادل.


هذا ما يُـعطي الحرب، الأولوية في جدول الأعمال الإسرائيلي مع إيران، وهذا ما يدفعها (كما تفعل الآن) إلى ممارسة ضغوط شديدة على الولايات المتّحدة لدفعها إلى حسم الأمور عسكرياُ مع طهران، قبل أن تتمكّـن من كسر مبدإ التفوّق النوعي الإسرائيلي.


وبالطبع، الحرب مع إيران تعني أيضاً الحرب مع حزب الله، وبالتالي، يُـقال هنا إن حرب الأسيرين (عام 2006) في لبنان، كان يُـفترض أن تكون الخطوة التّـمهيدية الأولى لحرب ضدّ إيران، وأن جُـلّ هدفها كان تحييد صواريخ حزب الله قبل بدء الغارات عليها.


كما يقال الآن، إن إسرائيل انتهت من إعداد العدّة لاستئناف حرب الأسيرين، لكن هذه المرة عبر شنّ حرب برّيـة، يُـشارك فيها 50 ألف جندي مدرّبين على حروب العصابات، ومرة أخرى، يظل الهدف: تعبيد الطريق أمام ضربة لإيران.


التمهيد الإعلامي - السياسي لهذه الحرب المحتَـملة، بدأ حين سارع نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي حاييم رامون إلى الإعلان بأن استيلاء حزب الله على بيروت "يعني أنه لم تعُـد هناك حكومة في لبنان، هذه خرافة. هناك فقط دولة حزب الله، الذي بات مسؤولاً عن كل ما يحدُث هناك، ونحن سنتصرّف على هذا الأساس"، في حين كان رئيس الأركان الإسرائيلي السابق أمون ليبكين - شاحاك يشدّد على القول بأنه "إذا ما اندلع نزاع مسلّح، فسيكون أسهل ضرب لبنان حين يكون حزب الله هو الحاكم الشرعي، وبهذا المعنى، محاولات حزب الله المتواصلة للسيطرة على لبنان ستُـفيد الدولة العبرية".


هذه بعض المعطيات الإقليمية والدولية التي أحاطت، و لا تزال، بالانفجار الجديد في لبنان، وكما هو واضح، كِـلا الطرفين يَـعتبر نفسه في موقع الدّفاع، لكن الحصيلة في النهاية ستكون واحدة: تحوّل لبنان إلى بُـؤرة رئيسية من بُـؤر الصِّـراعات الإقليمية وانحداره بالتالي إلى هاوية حروبه وحروب الآخرين على أرضه.


سعد محيو - بيروت

عمر1
عمر1
عضو جديد
عضو جديد

عدد المساهمات : 118
تاريخ التسجيل : 24/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى